itemsco pe='itemscope' itemtype='http://schema.org/WebSite'> واقع المدرسة العمومية المغربية -->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

واقع المدرسة العمومية المغربية

إن الحديث عن المدرسة المغربية بشكل عام ، يحيل بنا إلى ما عرفته من تطورات وتغييرات نالت مِن موقف المجتمع المغربي صغيرا و كبيرا ، ومن المسؤولين التربويين والسياسيين، ما تستحقه من ردود أفعال ، كان آخرها الخطاب الملكي السامي بتاريخ 20 غشت 2013،  لكنها في مجملها ترمي إلى عدم الرضا بما تنتجه من موارد بشرية ومن كفاءات، و ثمة نقاش كبير حول التعليم المغربي والأزمات التي يتخبط فيها، والتي ما زالت إلى يومنا هذا تحتل الصدارةَ في الحديث اليومي لرجال التربية والتعليم أنفسهم داخل المؤسسات التربوية، وفي كل المنابر الاجتماعية بمختلف مواقعها وتوجهاتها ، إذ يلاحظ بشكل عام أن المدرسةَ المغربية العمومية قد عرفت موجات إصلاحية على المستوى النظري، وفي التوجهات العامة، وفي السياسة التربوية، وفي الترسانة القانونية، لكن على مستوى الواقع وعلى مستوى التحصيل والنتائج تبقى الأزمة متفاقمة، بل في تزايد مستمر (لقد قيل كل شيء عن التعليم، لكن ما زال لم ينجز كما هو مطلوب وأساسي) .
 لا شك أن هذه الأزمة ما هي إلا وجه من الوجوه الحساسة لأزمة آجتماعية أعمق، بدأت تظهر للجميع نتائجها، سواء على مستوى ما تنتجه هذه المؤسسة الاجتماعية التي صنعها المجتمع للتنشئة والتربية، أو على مستوى التخلف الفكري الذي يعاني منه أطفالنا اليوم، وتلك الفجوة الموجودة بين طبقات المجتمع ، ناهيك عما يتخبط فيه المجتمع اليوم من أزمات أخلاقية وإيديولوجية وأزمة القيم، جعلت الشباب والأطفال عرضة لمختلف التوجهات الفكرية المدمرة، وما أحداث الدار البيضاء لسنوات 2003 و2006 إلا دليل على صحة قولنا هذا، فما هو دور المدرسة في الوقت الذي يفجِّر فيه الشباب أنفسهم؟ وما جدوى الإصلاح التربوي والتعليمي في الوقت الذي تتزايد فيه نسب الهدر المدرسي التخلف  و التعثر الدراسيين بشكل مرتفع سنة بعد أخرى؟ وإلى أي تربية نهدف في الوقت الذي ترتفع فيه نسب العنف المدرسي بين التلاميذ أنفسهم؟ أو بين رجال التربية؟ أو ما بين التلاميذ والأساتذة ؟

هناك إذا إشكالية ضخمة وحلقة مفقودة في نظامنا التعليمي ، حيث إن المدرسة المغربية قد تأثرت بالتغييرات التي عرفها المجتمع دون أن تساير هذا التغيير أو تتحكم فيه، فرغم أنه أصبح من العادة أن تتجدد البرامج والمقررات وكذلك المقاربات المنهجية بعد مرور كل عشر سنوات، فإن السرعة التي يجري بها العالم اليوم بفضل التطور الهائل في كل المجالات العلمية، يفرض على المسؤولين - بل على الجميع - أن يساهم في الرفع من قيمة المدرسة ، وتغيير سرعة الإصلاح.

بقلم : مصطفى وامرا

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مدونة التعليم

2016